ثمانية أشهر.. أربع ساعات أسبوعياً.. هي الفترة التي قضيتها تعلم اللغة العبرية! إلا أن المفاجأة أن حصيلتي اللغوية من هذه الفترة كلها لا تتجاوز معرفة الأحرف العبرية قراءة وكتابة بالإضافة إلى معرفة قدر يسير من المفردات وبعض الجمل والقواعد النحوية! لم تكن تجربة ناجحة في تعلم اللغة.. أليس كذلك؟! وفي المقابل.. أمضيت ما يقارب أحد عشر شهراً متعلماً للغة الإنجليزية في برنامج مكثف.. وبحمد الله استطعت إنهاء البرنامج والدراسة الأكاديمية باللغة الإنجليزية. ما لفرق بين التجربتين؟! بكل بساطة.. يمكنني القول إن التجربة الأولى لم تكن ناجحة.. بخلاف الثانية التي أظن أنني حققت فيها ما كنت أريده من خلال دراسة برنامج أكاديمي باللغة الإنجليزية.. وفي خلال رحلتي في تعلم اللغة صادفت كثيراً من الشباب الذين يظنون أنهم أخفقوا في تعلم اللغة.. وبعضهم ألغى بعثته الدراسية والبعض الآخر استمر في دراسة اللغة لما يقارب السنتين.. والسبب الرئيس في ذلك -من وجهة نظري-يعود إلى الفهم الخاطئ لتعلم اللغة!
إن معرفة كيفية تعلم اللغة قضية رئيسية في نجاح تعلم اللغة الثانية.. فتعلم اللغة ليس كتعلم أي علم آخر.. هو شيء مختلف.. ستتعرف عليه من خلال الوريقات القادمة.. ونظرا لأهمية دور المتعلم في النجاح والإخفاق في تعلم اللغة لذلك شهد ميدان تعليم اللغات اهتماماً كبيرا وتركيزا ملحوظاً على المتعلم وقناعاته وكيفية تزويده بالرؤى والمناهج الصحيحة لفهم اللغة وكيفية تعلمها واستخدام الاستراتيجيات المساعدة في ذلك.
في هذا الكتاب جمعت بعض الرؤى والأفكار المساعدة على النجاح في تعلم اللغة مبنية على بعض ما عرضته الأبحاث والكتب المتخصصة في تعليم وتعلم اللغة، وحاولت تقديمها بأسلوب مباشر مبسط بعيداً عن الطرح الأكاديمي الصرف، بالإضافة إلى خبرة بسيطة في تعلم وتعليم اللغة الثانية لبضعة سنوات حاولت أن ألخص أهم قضاياها في ثنايا الوريقات القادمة ... كلي أمل أن تكون مساعداً لمن يريد أن يتعلم لغة ثانية؛ لتسهل له التجربة وتختصر عليه الخبرات.
وكل المنى لكم برحلة ماتعة في ثنايا اللغة الثانية!