تعتبر الألعاب اللغوية من أهم أنشطة التعليم الاتصالي في الصف اللغوي؛ وأهم أنواع الوسائل التعليمية، ويشهد ميدان تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تزايدًا واضحًا في إنتاج الكتب العلمية والسلاسل التعليمية، وكذلك القصص وغيرها من الوسائل التعليمية، ولكن كتب الألعاب اللغوية لغير الناطقين بها تعد قليلة، وهذا ما شجعنا على التأليف في هذا المجال.
لماذا الألعاب اللغوية ؟
الألعاب اللغوية من أهم أنشطة التعليم الاتصالي في الصف اللغوي؛ لأن الصف اللغوي مكان مصطنع لتعليم اللغة، واللعبة اللغوية تقلل من ظاهرة الاصطناع التي تحيط بالتعليم داخل الصف، كما تحقق قدرًا كبيرًا من الواقعية في ممارسة اللغة، وهي مكمل مهم للعملية التعليمية؛ فتعلم اللغة ثقيل على الكبار قبل الصغار، واللعب في جو من السرور والمرح يساعد على إنجاح التعليم، كما ينمي روح التنافس عند الطلاب وقدرتهم على العمل في مجموعة.
وسيجد المعلم نفسه مستمتعًا هو الآخر بهذه الألعاب اللغوية إذا حفز قدراته على الإبداع والخيال في ابتكار ألعاب جديدة، وتطوير ما لديه من ألعاب، ويمكنه كذلك تحويل بعض ألعاب هذا الكتاب إلى تدريبات إذا احتاج ذلك.
فوائد الألعاب اللغوية:
• نقل الطالب من الجانب النظري في التعليم إلى الجانب التطبيقي من خلال التطبيق العملي للغة .
• تنمية المهارات اللغوية لدى الطالب؛ خصوصاً مهارتي القراءة والكلام.
• تعزيز استخدام عناصر اللغة مثل المفردات والتراكيب.
• يكتشف الطالب قدراته الذاتية و العقلية.
• تساهم في تسهيل العملية التعليمية بإضافة وسيلة تعليمية مختلفة وفعالة.
• جعل الدرس شيقًا يجذب انتباه الطالب.
• تخلص بعض الطلاب من مشكلات اللغة ومن بعض المشكلات النفسية.
• تحقق الألعاب اللغوية الفائدة والتسلية معا للطالب.
سلسلة الألعاب اللغوية بين يدي أولادنا:
• هذه السلسلة تعد مادة إضافية مصاحبة لسلسلة العربية بين يدي أولادنا.
• يحوي كل جزء مئة لعبة لغوية تعالج كثيرا من مهارات اللغة.
• الألعاب غير مرتبطة بوقت محدد من العام الدراسي و للمعلم أن يختار الوقت المناسب لكل لعبة.
• أخرجت السلسلة إخراجاً فنياً جذاباً يراعي تدرج الأعمار والفئات.
• يمكن تقديمها للطلاب داخل الفصل الدراسي وخارجه في قالب تنافسي مشوق.
• تعد مرجعاً لمن يريد أن يؤلف في مجال المقررات التعليمية ووسائلها.
• الألعاب قائمة بذاتها وغير مرتبطة بأي وسائل إضافية.
• زودت السلسلة بمقدمة تفصيلية وحلول للألعاب في آخر الكتاب.
• يمكن للمعلم تطويرالألعاب وابتكار ألعاب جديدة.
• تفيد الناطقين بالعربية والناطقين بغيرها.
ما الفرق بين التدريب اللغوي واللعبة اللغوية ؟
التدريب اللغوي يساعد على تعلم اللغة، أما اللعبة اللغوية فتساعد على اكتسابها.
اللعبة يلزم أن تكون شيقة، أما التدريب فلا يلزم فيه ذلك.
التدريب اللغوي الأصل فيه أن يكون في الفصل الدراسي، أما اللعبة فتكون في الفصل وخارجه.
التدريب جزء أساس في المقرر، أما اللعبة اللغوية فليست كذلك.
ما هي أركان اللعبة اللغوية ؟
قبل البدء باللعب يجب توفر هذه الأركان والعناصر :
• الهدف اللغوي.
• ضوابط اللعبة (أنظمتها).
• اللاعبون.
• المرجع (الحكم).
• الوقت.
• التشويق.
ما دور المعلم في الألعاب اللغوية؟
للمعلم دور محوري في هذه الألعاب فمن ذلك ما يلي:
اختيار اللعبة المناسبة للمستوى اللغوي والدروس الصفية، وإشراك الطلاب في الاختيار.
الإشراف على سير اللعبة، والتأكد من امتثال الجميع لأنظمتها، واختيار المتسابقين، وتقسيم طلاب الفصل وضبط وقت بداية كل لعبة ونهايتها وإعلان انتهاء اللعبة، وتسمية الفائز.
تهيئة الطلاب لِللعبة -إن احتاجت ذلك-، فيطلب منهم مراجعة بعض الدروس أو إحضار أدوات خاصة مثل الألوان.
الحرص على إشراك جميع الطلاب، في الألعاب وإضفاء روح التنافس والمرح.
معرفة المهارة المستهدفة لكل لعبة، والتركيز على تنميتها، مع عدم الوقوف عند الأخطاء النحوية ونحوها.
مساعدة الطلاب على ربط اللعبة بالواقع؛ لتعزيز الفائدة التواصلية للغة.
تجاوز المشكلات الشخصية والحالات المرضية التي قد تظهر عند بعض الطلاب؛ مثل العجز عن إخراج صوت ما أو اللعثمة في الكلام أو السرعة فيه، ومن جانب آخر: يمكن للمعلم أن يختار لعبة لأجل طالب بعينه؛ للتغلب على هذه المعضلة ومنح الطالب الثقة لتجاوز هذا الأمر، وعندما يخطئ الطالب خطأ محرجًا أمام زملائه أعطه أكثر من فرصة ليجيب إجابة صحيحة أمامهم.
من واجبات المعلم إنهاء اللعبة قبل انفراط عقد النظام في الصف، والسعي لأن تحقق اللعبة هدفها المنشود في وقتها المحدد؛ فشغف الطلاب باللعب كبير.
يمكن للمعلم أن يعدّل ضوابط اللعبة عند الحاجة بما يتناسب مع طبيعة اللعبة والطلاب والبيئة.
يمكن للمعلم بناء ألعاب لغوية جديدة حسب قدراته وإمكاناته واحتياجات الطلاب.
ليس من السهل أن يتعلم الطالب اللغة العربية بعد لعبة أو لعبتين من هذا الكتاب، لكن ستتحسن لغته بعد إكمال نصف الكتاب.
إجراء اللعبة:
اللعبة اللغوية تحتاج إلى:
تحفيز الجانب الإبداعي والتفكير عند الطالب.
تحديد الهدف اللغوي من اللعبة.
تقسيم الفصل حسب كل لعبة ما يناسب اللعبة إما فرديا أو زوجيًا أو مجموعات.
توضيح فكرة اللعبة مستفيدًا من المثال الموجود فيها، ولا حرج أن يلجأ إلى لغة الطلاب عند الضرورة (الترجمة).
ضبط الوقت؛ فيضع المعلم وقتا محددا لكل لعبة.
تقبّل آراء الطلاب المختلفة، فيستحسن للمعلم عدم المبادرة بقول «خطأ» للإجابة الخاطئة، بل ينظر للجانب الصحيح من الإجابة؛ كأن يقول: (جوابك قريب)، أو (هل عندك إجابة غيرها؟)، أو (لست بعيدًا عن الإجابة الصحيحة).
تشجيع الجميع على الجرأة في قول رأيه والتغلب على المصاعب في ذلك، وأهم هذه المصاعب هي الخوف من الخطأ.
ألا يبدأ المعلم بالطالب الجيد في الإجابة، فحسن إجابته قد تحرج الطالب الضعيف.
الإعتراف بتفوق الفريق أو الطالب على المعلم أن يعترف لهم بذلك مع عدم السماح لأحد بالسخرية من الآخر، بل على المعلم تحفيز الخاسر للتفوق في مرات مقبلة، فهذا ليس نهاية المطاف.
دور الطالب في اللعبة اللغوية:
الأفضل للطالب أن ينظر إلى اللعبة على أنها لعبة للفائدة والتسلية معا، لا أنها اختبار للتقييم.
قد يلعب الطالب منفردا للتعرف على قدراته وتنميتها، وقد يكونان اثنان أو أكثر، وبعض الألعاب الأفضل لها أن تكون بين مجموعات.
يفضل للطالب ممارسة الألعاب مع الأقارب والأصدقاء لاكتساب مهارات ومعارف جديدة، قد تكون عند غيره.
على الطالب ربط اللعبة بالمادة العلمية التي سبقت دراستها.
وهذا الجزء فيه ألعاب كلامية كثيرة، ولمساعدة المعلم في تقييم أداء الطالب نقترح عليه هذه المعايير للتقييم :
٦٠ % لإيصال الفكرة ( لابد أن يفهم الطالب المطلوب قبل أن يشرع بالإجابة ).
١٠ % لصحة النحو ( وهذا يرجع إلى الأبواب التي درسها في النحو ).
١٠% للطلاقة في اللغة ( هذا المجال لتدريب طلاقة اللغة وليس لتعليمها )
١٥ % للإيجاز ( تقول العرب البلاغة الإيجاز ).
٥ ٪ للإقناع ( يمكن إشراك الطلاب الآخرين في هذا المعيار )
يمكن المعلم تعديل وتطوير هذه المعايير حسب مايرى.
وإذا لم يكن للألعاب اللغوية وجود واضح في الخطة التدريسية فأمرها إلى المعلم، فقد يفرد لها درسًا كاملًا، أو دقائق من بعض الدروس، ويمكن كذلك أن تكون نشاطا خارج الجدول الدراسي؛ كأن يجعل لها درسًا في نهاية الأسبوع.
اللغة المستهدفة في جميع ألعاب هذا الكتاب هي اللغة العربية الفصحى المعاصرة المحايدة، فلا تميل إلى أي لهجة دون أخرى، وعلى المعلم أن يساعدنا لتحقيق هذا الهدف.
وللاستزادة حول الموضوع يمكن النظر في المراجع التالية:
إضاءات (د.عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان).
الألعاب اللغوية في تعليم اللغة الأجنبية (ناصف مصطفى عبد العزيز).
ألعاب لغوية (المعهد العربي للغة العربية).
الألعاب اللغوية المحوسبة في تعلّم اللغة العربية للناطقين بغيرها ( د.محمد صبري بن شهرير) .
محاضرات Dr.Stephen Krashen على اليوتيوب.
والمجال مفتوح للتوسع في الألعاب اللغوية بعد هذه السلسلة؛ فهناك مهارات لم تخدم جيدا هنا مثل الاستماع، بالإضافة إلى توظيف برامج التواصل الاجتماعي لتعليم اللغة، مثل اليوتيوب والواتسأب ونحوها...
وفي الختام يطيب لي أن أتقدم بالشكر لجميع الإخوة الخبراء الذين راجعوا هذا الكتاب، وأمدونا بملحوظاتهم القيمة التي كان لها أثر كبير في تطوير العمل وتحسينه بحمد الله، وأخص بالشكر :
أستاذي الدكتور: عبدالرحمن بن إبراهيم الفوزان، والدكتور: محمود بن عبد الله الـمحمود، والأستاذ: عبد الرحمن بن سعد الصرامي، والأستاذ: إبراهيم بن مهنا العزاز .